الصفحات

Thursday, March 31, 2016

القضية السياسية الأهم في ايران هي الاسقاط



آخر تحاليل سياسية عن وضع النظام الايراني ما بعد الانتخابات وخاصة بعد بدء العام الجديد الايراني 
الادعاء باسقاط النظام أو النداء باسقاطه ليس في الكلام البحت، بل يحتاج التحرك عمليا واتخاذ موقف. فيما هؤلاء يدخلون أنفسهم في ألاعيب أجنحة النظام ويقفون عمليا في جبهة النظام والأهم من كل ذلك، يولون اهتماما لنداء خامنئي الذي قال «تعالوا وشاركوا في الانتخابات فانتخاباتنا هي مشروعة» وفي واقع الأمر انهم يشاركون النظام في غصب سلطة الشعب. خامنئي يخرق حق الشعب في السلطة. أجنحة النظام يتصارعون بينهم وهؤلاء يريدون المشاركة في هذا الصراع وهذا لا يمكن وصفه على حساب اسقاط النظام، في الواقع الأمر هذا هو خدمة لابقاء النظام. 


في المشهد السياسي الايراني، هناك حقائق. هناك قضية ومسألة. هناك حركة اجتماعية وسياسة تدعي الاسقاط. 
خطاب الاسقاط له سياسته وقواعده. كمثال على ذلك: خامنئي الآن يتدخل في سوريا ويرتكب مجازر اجرامية أو يريد أن يبقي حكمه بصناعة القنبلة النووية، وهناك من يدعي أنه ينادي باسقاط النظام ولكنه عمليا يجهد في أرض النظام وفي جبهة ابقاء القنبلة النووية لخامنئي فهذا لا يمكن أن يكون طالبا لاسقاط النظام. هذه سياسة فاشلة. فيما السياسات التي تنتهي الى اسقاط النظام هي ذات مسير وجهة معينة. تقسيم النظام بين أجنحته وعصاباته هذا هو عمل المساومين وهم يقولون على الشعب الايراني الاختيار بين هذين الاثنين اما خامنئي أو رفسنجاني بينما الشعب الايراني ارادته غير ذلك، قضية ايران ليست هذه.  

هناك أقاويل باطلة سواء من الناحية المنطقية أو من حيث واقع المشهد السياسي للمجتمع الايراني. لأن القضية السياسية الأهم في ايران هي الاسقاط والتغيير الأساسي والجذري والمقاطعة ونبذ هذا النظام. ولا أحد يمكن انكار هذه القضية. وعندما يأتي خامنئي ويتحدث عن هذا الموضوع و يخاطب اولئك الذين يتحدثون عن هذا الأمر منذ سنوات طويلة ، فهو أيضا لا يستطيع انكار هذه الحقيقة رغم تألمه! كما ان الأطراف الأخرى التي لهم ادعاءات لا يستطيعون انكار هذه الحقيقة. 
القضية السياسية هي الاسقاط. سياسية المجتمع تعني المشاركة في جبهة الاسقاط وتعني محاسبة النظام وخامنئي على حفظ النظام. لا يمكن الدعوة الى اسقاط النظام وعدم ادانة سياسة خامنئي بسبب تصرفاته في عمقه الستراتيجي في سوريا. وعدم ادانته لجرائمه اليومية ضد الشعب السوري وعدم الوقوف بجانب الشعب السوري. لا يمكن أن تدعي الاسقاط داخل ايران أو سياسية المجتمع ولا تأخذ موقفا استنكاريا للسياسات النووية للنظام ولا يمكن تأييد سياسات النظام الاقليمية بحجة أنهم ايرانيون. هذه التصرفات والمواقف ليست سياسية بل هي شراكة في منظومة النظام. 
بل بالعكس ان أكثر المواقف سياسية و الحضور السياسي والتدخل السياسي الجدي يتمثل في المشاركة في قضية حقيقية أي مسألة التغيير في النووية وفي سوريا وفي العراق وفي سياسات النظام الاقليمية وفي تصديره الارهاب. ويجب طرد النظام في كل هذه الساحات باتخاذ المواقف ضده. وكذلك في انتخاباته. 
لذلك ومن هذا الحيث، تصبح صراعات النظام الداخلية مهمة لكونها صراعات استنزافية لنظام ولاية الفقيه ولكونها تقربها الى حافة السقوط . في صراع العقارب حصل حادث وتلقى خامنئي ضربة في ميزان القوى . أي عمود خيمة النظام ومحوره – حسب قول رفسنجاني – تلقى ضربة. ولهذا السبب يتحدث الآن عن الوحدة! لكونهم بدأوا بالاستنزاف وفقدوا بريقهم في الانتخابات. كل هذه الاستنزافات حصلت خلال مسرحية الانتخابات وتلقى خامنئي هزيمة .
وفي التحليل النهائي هذه جاءت نتيجة سياسة ثورية ترفض هذا النظام وتطرده التي خاضتها المقاومة الايرانية منذ اكثرمن 37 عاما. وهذا الاستنزاف يستمر باتجاه الاسقاط. ان واقع الاسقاط له مبنى وأساس داخل النظام وهو كون النظام نظام قرووسطي وله شرط في المجتمع الايراني وفي القوى السياسية الايرانية وفي السجناء السياسيين الايرانيين. 
هذه الهزيمة التي تلقاها خامنئي واستنزاف نظامه، يقرب النظام خطوة نحو السقوط ونحو تجرع كأس سم آخر. ولهذا هذه المسألة مهمة جدا ولا يمكن انكارها ولاسيما هناك بديل جاهز مثل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بالمرصاد لهذا النظام من جانب ومن جانب آخرتوحيد عمل دول المنطقة بوجه النظام يلعب دوره الاساسي ومن هنا تتضح السياسية الصحيحة وهو دعم المقاومة الايرانية لنيل هذا الهدف .

No comments:

Post a Comment