منذ عام 2003 وتسلل إيران
إلى العراق بدأت إيران فعلياً مخططاً مختلفاً للسيطرة الإعلامية في العالم العربي،
تجلى ذلك بوسائل مختلفة، وقد اشتد الصراع بعد الأزمة السورية، حيث سارعت إيران الى
زيادة تسللها الى الإعلام العربي في العالم، والمراقب للفضائيات والإعلام المطبوع
والإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي يجد تمدداً غير طبيعي مقابل رواية اخرى
عربية تجهد للصمود وجه كل الروايات المزيفة التي يتم بثها في العصب العربي العام.
في معركتها ضد العرب، خلال العقود الماضية، لم تترك إيران وسيلة إلا ولجأت إليها، من الإنفاق المالي الهائل لزعزعة الدول والشعوب، وصولاً إلى رفع شعارات جاذبة براقة لاستقطاب عامة الناس.
يعرف
الجميع بان النظام الحاكم في ايران يمثل و يجسد الخطر الاکبر ويهدد السلام و الامن و الاستقرار في منطقة
الشرق الاوسط برمتها .
خطرالإرهاب و تهديده لايزال مستمرا علي أشده وهذا الخطر لا يتم إقصائه أو التخفيف منه ، بل المصدر الرئيس له قد إستفاد من الظروف و الاوضاع الدولية و
ملابساته و يسعى لتوظيفها من أجل أن يحقق أهدافه و غاياته عن طرق'دس السم بالعسل'،
أو'خلط الاوراق بين الحق والباطل'، خصوصا
بعدما طفق مع النظام الدموي المجرم في سوريا، بمثابة شريکين في محاربة الإرهاب، في
حين يعلم الجميع بإن مصدر الإرهاب و مصدره
و جذوره الاساسية في طهران و دمشق.
المشاکل و الازمات المختلفة التي يخلقها النظام
الملالي الحاكم في ايران إعتمدت علي توظيفه للتطرف الديني المعتمد علي
الإرهاب کوسيلة من أجل تحقيق الغاية، وإن الخطأ الاکبر الذي يجب تحذير المجتمع
الدولي من عدم الوقوع فيه، هو فسح و إتاحة مجال و مساحة شرعية معترف بها دوليا
لنظام اللايراني کي يتحرك عليها و يمارس نشاطه المشبوه من خلالها .
طالما بقي هذا النظام وإن
ضمان السلام و الأمن و الإستقرار في المنطقة بشکل خاص مرتبط جديا بالقضاء عليه.
هناك قلق بين دول الخليج
من دور أمريكا المقبل تجاه المنطقة. انهم غير مقتنعين بأن أمريكا ليس هي الطرف
الذي يدافع عنهم تجاه تهديدات وحملات النظام الايراني عليهم. لذلك ان الدور
الأمريكي قد تقلص وتشكلت تحالفات جديدة لكي تستطيع دول المنطقة نفسها بالتصدي لهذه
التهديدات وتكوين تحالفات اقليمة خطوة هامه في هذا الاتجاة بقيادة المملكة العربية
السعودية
بعد حادثة الإعتداء على
السفارة السعودية، باتت التطورات السياسية تسير بسرعة غير مسبوقة، من قطع أو تخفيض
مستوى التمثيل الديبلوماسي للدول العربية والإسلامية مع النظام والتي تبلغ عدد
ملحوظ من الدول الاسلامية والعربية ، إلى اجتماعات ومؤتمرات متعددة بدأت باجتماع
مجلس التعاون الخليجي في الرياض تلاه مؤتمر جامعة الدول العربية في القاهرة،
إستنكر كلاهما أعمال النظام الإيراني بالإعتداء على مقار البعثات الديبلوماسية
والتدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية بأشد التعابير في ضوء الإعلان عن الدعم
والوقوف إلى جانب السعودية وسياساتها تجاه النظام الإيراني.
تثير خارطة تحالفات
المحور العربي المناهض للتمدد والتغلغل الإيراني في المنطقة الكثير من الغرابة حين
يتعلق الأمر باستبعادها للمعارضة الإيرانية لا سيما وأن المواجهة اتخذت شكلها
الصدامي العسكري المكشوف في عدد من الميادين والساحات العربية في المرحلة الحالية
بعد أن كانت تقتصر في العقود الماضية على الساحات الدبلوماسية ووسائل الإعلام.
التخلص من الدكتاتورية والتطرف الديني الحاكم
في ايران لا و لن يتم الا بإقامة جبهة دولية ضد نظام ولاية الفقيه والنظام التابع
له في سوريا وميليشياته في العراق ومواجهة التطرف الإسلامي الذي هو الد الخصام
للمسلميين والأنسانية جمعاء والخيار الوحيد أمام المنطقة للتخلص من نظام
ملالي إيران الذي يعتبر الخطر الاکبر للمنطقة و البلدان العربيه و الاسلاميه هو دعم المعارضة الاصيلة الايرانية المتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق
الايرانية التي وقفت بوجه الطغاة الحاكمين في ايران لأكثر من خمسة عقود من الزمن .
“مجاهدي خلق” منظمة سياسية
إيرانية معارضة، لها برنامجها السياسي الواضح الذي يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية
لأبناء الشعب الإيراني، تمتلك قواعدها الشعبية الواسعة، وتحظى بقبول من مشرعين
وساسة أوروبيين وأمريكيين، لم يعد ما يمنع من أن تفتح لها العواصم العربية في
المنطقة أبوابها بعد أن فُتحت لها أبواب العواصم الكبرى في واشنطن وباريس
وبرلين..وغيرها، انطلاقاً من المصلحة العليا المشتركة وهي التخلص من حكم الملالي
الذي أنهك دول المنطقة وشعوبها ومجتمعاتها من خلال تأجيجه لصراعات سياسية وفتن
طائفية، هي بمثابة جروح غائرة تنزف لا يعلم احدا متى تبرأ منها شعوب المنطقة.
No comments:
Post a Comment