كان الإتفاق النووي ينطوي على موضوع
فرعي وهو تبادل السجناء الـ 4 ذوي الجنسيتين الإيرانية الأميركية بـ 7 من عناصر
النظام المسجونين في أميركا ما أثار ضجة كبيرة هناك وعليه، تم توجيه انتقادات
شديدة إلى الحكومة الأميركية.
وأفاد تلفزيون النظام يوم 16 كانون
الثاني بأن: ”النيابة العامة أعلنت عن تبادل 4 سجناء إيرانيين ممن يحملون جنسيتين
إيرانية – أميركية
حسب قرارات المجلس الأعلى للأمن الوطني ومصالح النظام العليا”
وأضاف أن السجناء المفرج عنهم يوم
السبت هم كل من: سعيد عابديني حديث الإعتناق للمسيحية، أمير حكمتي المترجم للقوات
الأميركية البحرية، جيسون رضائيان مراسل صحيفة واشنطن بوست ونصرت الله خسروي الذي
لم تنشر عنه صور ومواصفات.
وحسب هذه الصفقة، لم يعد يتم ملاحقة 14 من عناصر النظام ممن كانوا قيد الملاحقة من قبل الشرطة الدولية وفق طلب من الشرطة الأميركية.
إن القصة، هي قصة قديمة جديدة لهذا
النظام الإرهابي حيث يتم إلقاء القبض على عناصر للنظام وجواسيس لوزارة المخابرات
في سائر البلاد حين أداء مهام إرهابية وتجسسية فيقوم النظام بالمقابل ومن أجل
الإفراج عنهم بإعتقال رعايا لهذه البلدان بحجج مختلفة وينتزع منهم اعترافات
بأساليب معروفة ومن الممكن حتى إخضاعهم للمحاكمة لكي يتبادلهم فيما بعد خلال فرصة
مواتية بعناصره وجواسيسه.
ولمّحت قبل أيام وسائل إعلام أميركية
إلى الصفقة وكان لهذا السيناريو المتكرر المفضوح إنعكاسات سياسية في أميركا حيث
اعتمد عدد من مرشحي الرئاسة الأميركية في قناة سي.ان.ان (16 كانون الثاني 2016)
مواقف منه:
السيناتور تد كروز: ”إننا لاندري
تفاصيل صفقة انتهت إلى عودتهم الى منازلهم ومن المرجح وجود جوانب مثيرة
للمشاكل في الصفقة”.
السيناتور ماركو روبيو: ”في حالة صحة
التقارير، فإنا مسرورون لهم ولعوائلهم غير أنه كان لابد أن لايكونوا محتجزين هناك،
بالمناسبة هذه الحادثة تشرح لنا كل ما يجب أن نعرفه عن النظام الإيراني، هذا
النظام يحتجزهم رهائن لكسب الإمتيازات وإن الطريقة التي سلكها النظام في التوصل
الى تنازلات مع الحكومة الأمريكية بشأن المحتجزين دون أن يتكبد عقوبة باعتقادي
يشجع الحكومات الأخرى في العالم على اتباع ذلك. يجب أن نرى ما يجنيه إضافة إلى
انخفاض كبير في العقوبات. إذا أبرمتم صفقة من هذا القبيل فأنتم تحثون الآخرين على
احتجاز الأميركان حتى ولو لم يفعلوا شيئا”...
السيناتور جب بوش: ”لو كنت رئيسا لقلت
للنظام أنه يواجه عملا عسكريا في حالة عدم إفراجه عن هؤلاء المحتجزين لأن ما قامت
به إيران هو عمل حربي واستفزازي”...
والرهائن المفرج عنهم الـ 4 هم كل من:
امير ميرزا حكمتي المولود في أميركا
وهو خدم في القوة البحرية الأميركية مترجما 4
سنوات حيث توجه إلى إيران لزيارة ذويه
قبل 4 سنوات إلا أنه تعرض للإعتقال بتهمة التجسس فيما أدين بالإعدام في المحكمة
الأولى بينما تحول الحكم إلى السجن سنة بتهمة ”التعاون العملي مع أميركا” في حين
قام النظام في كانون الأول 2011 بتصرفه المعهود بإرغامه على إبداء التندم على شاشة
التلفزيون خلال برنامج بعنوان ” اعترافات جاسوس أميركا”
سعيد عابديني المواطن الإيراني
الأميركي وهو حديث الإعتناق بالمسيحية وتم إدانته بالسجن 8 سنوات بتهمة إضعاف
الأمن القومي عبر ترويج المسيحية.
جيسون رضائيان 40 عاما المولود في
كاليفورنيا وهو صحافي ومراسل لواشنطن بوست في طهران وإنه كان أكثر هؤلاء الـ 4
اشتهارا حيث كان مسؤولو السلطة القضائية أكدوا مرارا أنه كان جاسوسا.
لكنه بعد الإعلان عن أسماء ومواصفات
هؤلاء الـ 4 تم طرح إسم سجين خامس يدعى ”متيو ترويشنك” وهو طالب جامعي أميركي لم
تتوفر عنه معلومات كثيرة بيد أنه اعتقل قبل أشهر من قبل النظام وتم إطلاق سراحه مع
الرهائن المشار إليهم وأعيد إلى أميركا.
وركزت صحيفة «وطن امروز» في عددها
الصادر يوم 17 كانون الثاني 2016 على جيسون رضائيان خلال مقال أوردت فيه أن
”رضائيان أيا كان، لم يكن مراسلا بسيطا إذ إنه ليس من المنطقي أن الحكومة
الأميركية تقبلت تقديم حزمة تنازلات لإيران مقابل مجرد الإفراج عن مراسل”.
إن ما خلصت هذه الصحيفة إليه يعلن
ويروج بجلاء صناعة احتجاز الرهائن للنظام وإنها تضيف بصلافة غريبة تتقنه
أيادي وصحف هذا النظام الإرهابي وحدهم أنه: ”إذا تم انتزاع امتيازات من العدو،
فإنه ليس من نتائج فن الديبلوماسية وإنما يمثل خبرة رجال يخلقون في الزمن المناسب
وأداء صحيح ودقيق رأس مال مفيد للصفقة”.
ممتاز
ReplyDelete