طيلة عامين ونصف العام منذ أن أخذ روحاني
دفة الرئاسة ، بدأ هو وزمرته ينفخون في بوق الدعايات باستمرار بأن كل شؤون البلاد
بدءا من مشكلة البيئة والى معضلة البطالة و.. وحتى مياه الشرب مرهونة بالعقوبات
واذا تم التوقيع على الاتفاق النووي ويتم رفعها، ستصبح ايران جنة. وأخيرا تم
التوقيع على الاتفاق النووي يوم الاحد 17 يناير وروحاني أطل بصخب اعلامي على
الجميع ولكنه كان على عجلة من أمره في الاعلان عن توقيع الاتفاق النووي كعملية فتح
الفتوح وتلفيق أكاذيب مفتعلة حيث ارتكب فظيعة وقال «خلال هذه التجربة التي لا
تستغرق الا ساعات تم فتح ألف (ال سي) ... في مختلف البنوك وهذا يثبت أن اولئك
الذين كانوا يقولون لا تصدقوا فهم كانوا يخطأون».
ولكن الزمرة المنافسة التي كانت له بالمرصاد، تلقف كلمه روحاني هذا الدجال الذي
فاق مقام احمدي نجاد في اطلاق الاكاذيب حيث كتبت وكالة أنباء قوات الحرس في اليوم
التالي 20 يناير في تقرير تحت عنوان «المصارف في الخارج عطلة أيام الأحد!» نقلا عن
محمد سليماني أحد نواب زمرة الولي الفقيه في البرلمان الذي فضح أكاذيب الملا حسن
روحاني قوله«أعلن يوم أمس السيد رئيس الجمهورية حوالي الساعة الرابعة أن ألف
(ال سي) انفتح. يجب عليّ أن أقول اوربا يختلف توقيتها عن توقيتنا حوالي 4 ساعات.
أي عندما يتكلم السيد رئيس الجمهورية في الساعة الرابعة عصرا تكون في اوربا الساعة
حوالي الساعة الواحدة ظهرا ليوم الأحد. وفي أمريكا التوقيت يختلف عن توقيتنا حوالي
8 ساعات أي الساعة الثامنة صباح يوم الأحد ويومي السبت والأحد هناك عطلة أي في
الدول الاوربية والأمريكية وأن منظومة المصارف عطلة في هذين اليومين.
وتابع سليماني بالقول: اذا كان قصد السيد رئيس الجمهورية من كلامه ليوم أمس شرق
أسيا فيجب القول ان دول شرق أسيا يختلف توقيتها عن توقيت ايران حوالي 6 ساعات
متقدمة أي الساعة الخامسة بتوقيت طهران تعادل الساعة الحادية عشرة من ليلة الاحد
في دول مثل الصين واليابان. اذن لا يبدو أن عملية مصرفية قد جرت ناهيك عن فتح ألف
(ال سي)».
وبهذا النموذج يمكن الاستيعاب أنه كيف كانت بقية كلمات ووعود روحاني في ذلك المؤتمر الصحفي. ان الجهاز الاعلامي للنظام خاصة ذلك الجزء الذي تسيطر عليه عصابة رفسنجاني وروحاني لم يقصر عن اعطاء صورة حسنة للوضع كأنه جنة حيث كتبوا بعناوين بارزة
«ولت العقوبات – صباح دون عقوبات – تخلصنا – العقوبات سقطت – انهيار العقوبات و...» «يوم طيب للعالم» «بزوغ الفجر» و... وطبلوا وزمروا بسبب هذا الانتصار! ولكن سرعان ما خفف روحاني فتيل الاعلام الذي كان يقول ان ايران تصبح جنة وذلك بعد يوم من فرحتهم الكبرى حيث ظهر يوم الثلاثاء في الميدان ليلقي وعظا لمصائب اقتصادية بدلا من النفخ في بوق الفتح والانتصار. انه قال: «اليوم مشكلتنا الرئيسية هي البطالة ومشكلتنا هي الركود. مشكلتنا هي انعدام الانعاش. الكثير من مشكلاتنا البنيوية الاقتصادية... عندما نقول دائن، تتصدر الحكومة القائمة. يجب أن تتخلص الحكومة من أعباء الديون. الى متى تريد أن تنظر الى الدائنين بنظرة استحياء» (كلمة روحاني في ملتقى تنفيذ الاتفاق النووي 19 يناير 2016).
يا ترى أين كل تلك المزاعم للانتصار ونهاية ليلة العقوبات وبزوغ فجر ما بعد الاتفاق النووي وهذا الوعظ لمصائب دفع الديون الحكومية؟! ما سبب هذا الكيل بمكيالين ؟ ببساطة! النظام وحكومة روحاني وبزعمهم يريدون خفض توقعات المواطنين الطافح كيل صبرهم. ولكنهم خاب ظنهم. الشعب الايراني لا تنطلي عليه هذه المخادعات الملالية.
No comments:
Post a Comment