16/5/2016
من زهير احمد
أثار ظهور الجنرال الإيراني المتقاعد محسن رضائي، بزيه العسكري في الآونة الأخيرة ومتحدثًا عن ضرورة «القصاص» لقتلى «الحرس الثوري» في مدينة حلب السورية، تساؤلات حول عودته لمزاولة مهام عسكرية رسمية.
ورغم أنه لا يتقلد أي منصب رسمي في المؤسسة العسكرية، فإن رضائي عبر في مؤتمر صحافي أعد على عجل في طهران يوم الثلاثاء الماضي عن «غضبه وحزنه وخوفه من الخسائر الفادحة التي تكبدتها إيران في المعارك الدائرة حول مدينة حلب السورية التي مزقتها الحرب». وقال: «لن نترك شهداءنا من دون قصاص، وسوف نحرر حلب في القريب العاجل». وعزز هذا الظهور أنباء عن تعيين رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، مستشارًا عسكريًا للمرشد علي خامنئي. وفي المقابل، انتشرت تقارير غير رسمية أخرى في إيران تفيد بأن الجهات العليا قد طلبت من الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس والرجل المسؤول عن «تصدير الثورة»، التنحي عن منصبه.
وجاء ذلك حسب محللون نتيجة الضربة القاسية التي تلقاها نظام الملالي في سوريا بمنطقة خان طومان تقاطرت توابيت قوات الحرس هذه المرة نحو ايران في أعداد كبيرة. وملأ هذا الحادث وسائل الاعلام للنظام بتأوهات وتوجعات مصحوبة بجعجعات فارغة.
على الرغم من ان اخبار قوافل قتلى النظام في سوريا ليس موضوعا جديدا وهي مستمرة منذ اشهرلكن سبب هذا الحجم من ردود الافعال الهسترية لبيادق ووسائل الاعلام للنظام يكمن في حجم الضربة التي كان اكبر واثقل من سابقاته تماماً. سبق ان لوحظ مقتل الاشخاص مثل الحرسي همداني واصابة الحرسي المجرم قاسم سليماني غير ان هذه الضربة التي خلفت 20 قتيلاً (حسب وسائل الاعلام الخارجية) ونسبة المصابين بنفس العدد واسر6 حراس آخرين يعتبر انها كانت ضربة موجعة وقاسية ولهذا اثارت التوتر والاضطراب والقلق الكبير داخل النظام.
ان تصريحات الحرسي سلامي نائب قائد قوات الحرس تعكس اصداء قلق النظام الداخلية بخصوص هذه الضربة التي لحقت بالنظام. واكد سلامي قائلاً:«نحن مسيطرون على الاوضاع جملة وتفصيلا ولايتمكن هذا التغيير التكتيكي الصغير من ان يؤثر على الساحة الجغرافية للمعركة الكبيرة » وتابع يقول «اننا لا نشعر بالقلق ازاء التهديدات الخارجية»(تلفاز النظام 9 مايو/ايار 2016)
اذا اردنا ترجمة تصريحات الملالي عكسيا الى لغة قابلة للفهم فيكون الكلام الحقيقي لهذا الحرسي الذي يعرف بغوبلز قوات الحرس كالآتي: «ان الوضع انفلت من ايدينا وكانت الضربة قاسية واننا قلقون جدا!».ان هذا القلق الذي يلاحظ في وسائل الاعلام الحكومية جليا ياتي في محله تماما لان عملية التساقط بدأت تتسارع داخل صفوف النظام وبين عملائه في المنطقة. و كتبت صحيفة جوان التابعة لقوة الباسيج اللا شعبية في عددها الصادر11 مايو / ايار نقلا عن جوكار عضو لجنة الامن لبرلمان النظام قوله: «ان خطة وتطبيق الهدنة وفي النهاية هجومهم الواسع تأتي بهدف جعل المقاومة عرضة للهزيمة ثم يضعون الوضع القتالي للجيش السوري في حالة الانفعال وطبعا سيطرحون في جلساتهم المقبلة ان عمليات الجيش وصلت الى طريق مسدود وعليهم قبول شروطنا» ان تصريحات هذا العضو للبرلمان تظهر جيدا انه لماذا يحتاج النظام الى جعجعات فارغة ودعايات من نوع تصريحات الحرسي سلامي.
اضافة الى هذا القلق تسببت هذه الضربة في خلق توتر وتلاطم داخل صفوف النظام . وفي اشارة الى هذه الضربة والتوازن العسكري والسياسي في سوريا ربط بيادق النظام ووسائل الاعلام هذا الموضوع بمفاوضات جنيف والهدنة. وتأوهت صحيفة كيهان المنسوبة لخامنئي مبدية تشاؤمها تجاه الهدنة وطاولة فيينا وكتبت تقول: ان الحكومة السورية وحلفائها كان عليها ألا تقبل الهدنة وكانت ايران متشائمة تجاه الهدنة وطاولة فيننا منذ البداية وكانت تقيمه ضررا للحكومة السورية.
وفي المقابل قامت صحيفة جمهوري اسلامي الحكومية باقتباس جملة من احدى وسائل الاعلام الخارجية يوم 11مايو/ايار2016 وكتبت في مقالها الافتتاحي تقول« موقع غلوبال ريسرج الالكتروني يعتقد في مقالها ان الحرب في سوريا هي خلفية لحقيقة تجري في جنيف» واوضح منها هو مقال صحيفة شرق الحكومية يوم 11 اياربقلم جاويد قربان اوغلي مدير وزارة الخارجية للنظام في ولاية خاتمي على اساس«تجربة ايران الناجحة في الحصول على اهدافها في الاتفاق النووي بالتفاوض مع عمالقة العالم » وكتبت«الاقتراح هو بدلا من الحاح على بقاء شخص نفكر في حلول ضمانات لحفظ الوحدة الترابية السورية وتشكيل حكومة شاملة تتالف من كافة القوميات والمجموعات وحماة المقاومة» ويوضح هذا المقال انه كيف اصطف مؤيدز الاتفاق النووي (والاتفاق الشامل المشترك الثاني والثالث والرابع) بالسنتهم الحداد امام المهمومين وهذا يعكس عمق التوتر.
ويجدر بالذكر ان الضربات التي لحقت بالنظام في سوريا و موضوع الامن الداخلي حيث كان كلام خامنئي الرئيس في تصريحاته الاخيرة ترتبط بتصريحات مسؤولي النظام. نعم يرتبط طريق النظام المسدود في المنطقة اكثر مما مضى بمآزق النظام الداخلي وخير دليل على ذلك هوتصريحات الحرسي سلامي حيث بعد ابداء قلقه بخصوص المنطقة اشترط هذا القلق بالظروف الداخلية واكد قائلاً: ان شعبنا واع وبصير في المشهد الداخلي ويدافع عن ثورته مهما كانت الظروف» والغرض ان الاوضاع الداخلية متازمة ومثيرة للقلق جدا.
No comments:
Post a Comment