صورة لبعض قتلي الحرس الثورث في خان طومان |
2016/5/27
من زهير احمد
ردود فعل أثيرت بشأن معركة خان طومان في داخل النظام الإيراني سواء على لسان المسؤولين للنظام أو في الصحافة التابعة للنظام وأنه لاتبقى أدنى شك بأن هذه المعركة كانت ذات أهمية خاصة في مجريات الحرب السورية بشكل عام و في مايدور منذ أشهر في محيط حلب بشكل خاص.
بما أن توسع نظام الملالي طولا وعرضا في العام 2014 حيث بدأ يتبجح زعماء النظام بأنههم استطاعوا من الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط من جهة وإلى باب المندب من جهة أخرى.
لكن جرت الرياح في العام 2015 باتجاه غير الذي أراده ربّان سفينة ولاية الفقيه. حيث بالونات التوسع والتضخم تنخرط وتنفجر واحدة تلو الأخرى. حيث بدأت بسقوط المالكي في العراق وبعاصفة الحزم في اليمن، وبتقدم قوات جيش الفتح في إدلب وجسر الشغور في سوريا و... وهكذا بدأت أحلام أمبراطورة ولاية الفقيه تبتخر بفعل الإبر التي غرزت في جسم بالون ولاية الفقيه.
وهنا تضرّع نظام ولاية الفقيه بروسياعلى أمل أن يستطيع بالاعتماد على القصف الروسي العنيف من فرض سيطرة قواته على الطريق السريع حلب- دمشق وتطويق مدينة حلب معقل المعارضة السورية، وفي نهاية المطاف السيطرة على حلب المدينة. وبهدف تطبيق هذه الخطة قام بثلاث محاولات كانت الأولى منها في أكتوبر من العام الماضي وتطبيق خطة «محرم» لكن النتيجة كانت مقتل عدد كبير من قادته وفي قمّتهم حسين همداني قائد قوات النظام في سوريا وإصابة قاسم سليماني بجروح بليغة. المحاولة الثانية كانت في شهر يناير من هذا العام. في هذه المرحلة حقق نظام ولاية الفقيه بعض التقدم ككسر حصار بلدتي نبل والزهراء، لكنه فشل من جديد بسقوط مزيد من قواته وجنرالاته على أرض المعركة. المحاولة الثالثة كانت محاولة مدروسة حيث اعتمد على قصف مكثّف ومتواصل للطائرات الروسية والبراميل المتفجّرة لبشارالأسد بهدف تفريغ مدينة حلب وريفها من الأهالي حتى تقوم القوات التي حشدها في المنطقة بالتقدم نحو الطريق السريع وقطعها.
في هذه الظروف جاءت هزيمة قوات الملالي في معركة خان طومان. وبدلا من تقدم القوات التابعة لولاية الفقيه أرغمت هذه القوات على الانسحاب من هذه المنطقة الستراتيجية التي ترمز إليها قرية خان طومان.
وكان في المرحلة الأولى كان مجمل قوات ولاية الفقيه حوالي ثلاثين ألف عنصر في سوريا. وفي المرحلة الثانية ضاعف النظام من قواته لتصل إلى حوال ستين ألف عنصر وفي المرحلة الثالثة زاد حوالي عشرة آلاف قوات جديدة وأرسل خامنئي قوات الجيش النظامي التقليدي أيضاً إلى أرض معركة سوريا.
فنظراً لسقوط أعداد كبيرة من قوات النظام وقادتهم ونظرا لقلب المعادلة من التقدم إلى الهزيمة والانسحاب من المناطق الستراتيجية وعدم نجاعة القصف الروسي لخلق مظلة دمار وخراب ونار تستطيع هذه القوات من التقدم تحت دخانه، فهذه الهزيمة تعدّ ضربة استراتيجية في مسار تصدير الحرب من قبل النظام الإيراني إلى سوريا لبقاء بشار الأسد. وهذا السبب كان وراء ما يدور داخل أروقة نظام الملالي وما جاء على لسان المسؤولين في النظام حيث يقال داخل النظام بأن النظام قد خسر خلال معركة العيس سابقا وخان طومان حالياً ما استطاع من إنجازه في ظل القصف العنيف الروسي لمدة ستة أشهر. إنهم يقولون نحن عدنا إلى الوراء إلى ما قبل التدخل الروسي. كما أشار إلى هذا الواقع ما جاء في الموقع شبه الرسمي «الدبلوماسية الإيرانية» وكتب ما نصه: «تغييرات الحقائق الميدانية التي حدثت مؤخراً وأدت إلى ضئالة التدخل الروسي إلى حدّما اتجهت في الوقت الحالي إلى اتجاه يؤثر على المكاسب الميدانية للجيش السوري في المناطق الأخرى والتي حصلت بفضل الإسناد الجوي للقوة الجوية الروسية.»
كما نرى بعض المحللين من قادة آلجيش السوري الحر يقارن بين هزيمة النظام الإيراني في معركة خان طومان وبين انسحاب القوات الإيرانية من شبه جزيرة الفاو في الأشهر الأخيرة من الحرب الإيرانية العراقية في العام 1988 والتي أدت بسرعة إلى تجرع خميني كل سمّ وقف اطلاق النار. وهنا يمكن فهم سبب هجوم الصحف الإيرانية وبعض قادة النظام على الروس واتهامهم بالخيانة. أو التهديد بالثأر من السوريين وهذا ما فعله محسن رضائي القائد العام السابق لقوات الحرس وعلي شمخاني سكرتير المجلس الأعلى لأمن النظام.
No comments:
Post a Comment