وقتما تحكي احد عوائل المستشهدين في قتل شامل عام 1988(قتل 30 ألف من السجناء السياسيين بفتوى الصادر من خميني المجرم) تبين زاوية اخرى من مشاهد جرائم اشد المجرمين في العالم اي ملالي طهران وارتكابهم المجازر بلارحمة وشفقة.
مهين لطيف |
مهين لطيف احدى السجينات السياسيات وهي اخت المجاهد الشهيد علي اكبر لطيف الذي استشهد في قتل شامل عام 1988 تحكى عن معاناة عائلتها وقت المراجعة لاستفسار عن وضع شقيقها. هي تقول: كان اواسط تموز عام 1988، قد تعطلت اللقاءات في سجن إيفين (السجن السيء الصيت بطهران) ولم يجب السجانين عوائل السجناء باستفسارهم عن آخر وضعية ذويهم حيث مضى شهرين ،ثلاثة شهور ولم نطلع اطلاقا من ذوينا. بعد هذه الفترة وبمراجعاتنا المستمرة بدأ النظام اطلاع العوائل بمجزرة كبيرة تم إجراءها من قبل جلاوزة النظام باعدام شامل سجنائنا و من ثم قام باطلاعنا وبشكل تعسفي وجبة بوجبة من اسماء ذوينا المعدومين. في الحقيقة كان هذا الاطلاع بدوره نوعا من التعذيب النفسي للعوائل لانهم كانوا يعطلوننا امام باب السجون بفوت وقت كبير دون الاستجابة وبتحيرنا مع التهاب من القلق كما في نوع آخر من الاطلاع كان عملاء النظام يراجعون الى بيوت عوائل السجناء ليالي الخميسات مخبرونهم أن يأتوا الى بعض مراكز اللجان الشعبية(بسيج) البعيدة جدا حتى خارج المدينة لكسب الخبر من مصير سجينهم ما كان كل المراجعات مؤدية باطلاع عن اعدام ذوي العائلة. اما في نموذجنا راجع الحرسيان الى بيتنا وقالا أن يجب تراجعوا الى مركز شرطة خاوران(جنوبي طهران). راجعنا المركز و شهدنا بانهم وقّتوا الساعات بعدة توقيتات لكي لا تلتقي العوائل بعضها ببعض ولا تحتشدن خوفا من احتجاجهم واعتراضهم. لم يسمحوا بدخول المركز الا فردا واحدا من العائلة فقط. ذهب ابي وبتنا قلقين. طال ساعة دخوله وخروجه وانا كنت بانتظاره في السيارة لكنني وقتما شاهدته بعد الرجوع ظننت أصبح أشيخ من قبله بأكثر من سنوات حيث اشتعل رأسه شيبا! خرج ودون تكلم ركب السيارة وتحركنا. لم يكن يقول شيئا رغم انه كان مستاءا وحزينا، ربما كان يخاف ان لا يسيطر على نفسه...فهمنا من خلال وجناته بان اطلعوه باعطاء حقيبة من علي اكبر ان تم اعدامه ... كانت دموعنا سائلة...
عندما وصلنا البيت تجمعنا كالعائلة و فتحنا حقيبة اكبر الشهيد ما كان فيها ملابسه وبعض المستلزمات وساعته المتوقفة في تاريخ 17مرداد(6ايلول) وفرضنا بانه تم استشهاده في نفس اليوم. عملاء النظام في مركز اللجان ذكروا لابي بان لا يمكنكم إقامة مراسيم للمعدوم ولا نصب صورة اكبر على الجدران حتى في البيت واذا التزمتم به قد يمكننا اطلاعكم بمدفن المعدوم الا انهم لم يقولوا ابدا ولم يكن بامكانهم اخبارنا به لانهم دفنوهم جماعيا وغطوا الجثث بصب التراب بالشفل دون تحديد مقبرة واشخاص
انا اتذكر وقتما كنت في السجن جاء مرة لاجوردي (مدعي العام واليد اليمنى للخميني في تنفيذ الاعدامات الذي تم اغتياله من قبل منظمة مجاهدي خلق الايرانية) قائلا: نترجى يوما الذي نأتي الى زنزانتكن و نقتلكم بصلي من اطلاق النار. اقصد بان القتل الشامل وهذه المجزرة والكارثة كان مبرمجا منذ مدة طويلة في برامج النظام و تم تنفيذه اخيرا.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
No comments:
Post a Comment