2016\5\31
من زهير احمد
إما يرضخون تحت القصف والبراميل المتفجرة والقنابل الكمياوية إما في الانفاس الاخيرة يغادرون البلد الحبيب سوريا و بتحمل شتى الوان المعاناة والمصائب يصلون الي بلد آخرومن ثم .... وليس المقصود بالمعاناة هي فترة الانتظار ودوامة المراسلات الورقية التي تستمر حوالي سنة حتى يستقر اللاجئ ويحصل على الإقامة وجواز السفر الألماني، بل بالإضافة إلى تلك المعاناة هناك صعوبة الاندماج بعد فترة السنة الضائعة التي يقضيها اللاجئين.
السكن والقوانيين الألمانية أول العقبات أمام الاندماج ، فبعض السوريين يفضل العودة إلى سوريا إذا توقفت الحرب، فـأحد اللاجئين السوريين في مدينة شتوتغارت يقول إن الشعب الألماني لطيف وجيد وأنه يتلقى مساعدة فيما يتعلم بالترجمة وتسيير الأوراق من جمعيات ومنظمات مدنية ألمانية بشكل دائم ولكن وعلى الرغم من ذلك يفضل العودة إلى سوريا لو توقفت الحرب هناك كونه يشعر في ألمانيا بالغربة والوحدة إضافة إلى أن الحياة في ألمانيا جديدة ومختلفة جذرياً عن نمط الحياة التي اعتادها في سوريا.
يرى كثير من المحللين وأصحاب الخبرة بأن المشاكل والصعوبات التي تواجه معظم اللاجئين تنتهي بمجرد تعلم اللغة الألمانية ودخول سوق العمل.
فالسيد أحمد سويد 'دكتور في علم النفس' والمقيم في ألمانيا منذ 18 عام يقول لأورينت نت أن جميع اللاجئين في بداية الأمر يواجهون صعوبات لكن ومع مرور الوقت واكتسابهم اللغة ألألمانية سوف تتغير نظرتهم ويرغبون في البقاء باعتبارأن جمهورية ألمانيا الاتحادية تعتبر من أفضل بلدان الاتحاد الاوربي بسبب قانونها الضامن للحريات وبسبب كثرة العمل وقوة الاقتصاد الألماني، ولكن أيضا كل شيء له ثمن والأمر ليس بهذه السهولة.
ويضيف فيما يتعلق بحالات الطلاق والانفصال بين السوريين والتي سجلت نسبة ربما تقدر بـ 4%، لانستطيع التعميم على المجتمع السوري ككل من خلال هذه الحالات، وبالنهاية السوريين الذين قدموا إلى ألمانيا يمثلون المجتمع السوري بكافة تنوعه وشرائحه ومناطقه، وهذه المشكلة لايتحمل السوريون وحدهم مسؤوليتها لأنه من واجب الحكومة الألمانية توزيع السوريين على الريف الألماني والبلدات الصغيرة والتي تكون فيها درجة الانفتاح والتحرر والصخب أقل من المدن الكبيرة لكي يتم تجاوز مشكلة الصدمة وحالة الاختلاف بين المجتمع الغربي المنفتح والمجمع الشرقي المحافظ التي اعتادها معظم السوريين، ولا أحد يستطيع لوم الحكومة الألمانية كونها الدولة الأوربية التي استوعبت العدد الأكبر من اللاجئين من مختلف الجنسيات وليس من السوريين وحدهم.
يشار إلى أن اللاجئين السوريين هم النسبة الأكبر بين اللاجئين من باقي البلدان الوافدين إلى ألمانيا، والذين وصلوا بعد عبورهم آلاف الكيلومترات، من أجل البحث عن حياة جديدة أفضل لهم ولأطفالهم، حيث أن نسبة السوريون 20,3 %، بواقع حوالي 32 ألف لاجئ، من أصل 160 ألفاَ من جميع الجنسيات طبقاً لبيانات المكتب الإتحادي للنصف الأول من العام 2015 ولا يوجد إحصائيات دقيقة بعدد السوريين في ألمانيا كونه لم يصدر أي إحصائية لعام 2016حيث يقدر عددهم أكثر بكثير من الإحصائيات الصادرة سابقاً.
No comments:
Post a Comment