الصفحات

Wednesday, April 20, 2016

خرجت نتيجة اسطنبول أشد مما كان يتوقعها نظام الملالي



مشاركة حسن روحاني رئيس ديكتاتورية الملالي في مؤتمر القمة الثالث عشر للدول الاسلامية في اسطنبول، تشبه قصة شخص كان محاصرا في النار التي ابتلعت الطبقات العليا لبناية وهو يلقي بنفسه من الشباك الى الأرضية في محاولة منه لانقاذ نفسه من النار. لأن روحاني اتخذ قراره للمشاركة في المؤتمر في وقت كان قبله قد صدرت مسودة البيان الختامي مع 4 مواد شديدة اللهجة ضد النظام الايراني وأن تركيبة وتوازن القوى الداخلي في المؤتمر كان يفيد بوضوح أن في اسطنبول لا شيء ينتظر النظام سوى الفضيحة والخزي وتشديد عزلته. وحتى تلفزيون النظام وعشية انعقاد المؤتمر أبدى تأوهه قائلا «ولو أن شعار هذا المؤتمر هو الوحدة والتضامن من أجل السلام الا أن هناك مساعي لاثارة الفرقة لعدد من الدول».






ورغم كل هذه الحقائق، توجه حسن روحاني الى اسطنبول بقرار لا يمكن أن لا يكون قد حظي بموافقة خامنئي ولكن بأي أمل ذهب هناك؟ 
النتيجة خرجت أشد مما كان يتوقع منه ضد النظام. حيث ندد مؤتمر القمة الاسلامي في بيانه الختامي وبعبارات صريحة «تدخلات النظام الايراني و في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال» و«استمرار دعمه للإرهاب». كما أدان البيان حزب الشيطان بسبب «أعماله الارهابية في المنطقة ولدعمه حركات وجماعات إرهابية».
عزلة كهذه وادانة اقليمية، في مؤتمر القمة للدول الاسلامية، أمر غير مسبوق منذ 4 عقود من عمر ديكتاتورية ولاية الفقيه وتحمل معها رسالة مميتة لحكومة تدعي الاسلام ووصاية الدول الاسلامية وهي تتخيل في أحلامها الهيمنة في المنطقة كما تدل على طي صفحة وبداية صفحة جديدة.  
طبعا ان النظام استخدم كل ما كان في جعبته من الخداع والدجل بغية حرف بوصلة مؤتمر اسطنبول من التركيز على الارهاب ودور النظام في دعمه لاثارة الحروب ولكنه لم تفده هذه المحاولات اليائسة.  
السؤال المطروح الآن لدى المراقبين هو لماذا قام روحاني بالمشاركة في مؤتمر كان واضحا مسبقا ادانة النظام ؟ تصريحات رئيس النظام في مطار مهرآباد قبل التوجه الى اسطنبول والتعبير عن أمله لـ«رفع الخلافات في العالم الاسلامي» توضح أن الحاجة الماسة الى ايجاد مخرج للخروج عن المأزق الخانق الذي يعيشه النظام اقليميا ودوليا جعلت روحاني أن يخضع للذل والتخاذل بحضوره الى المؤتمر. وحاول حسن روحاني في كلمة لاستمالة الآخرين والتأكيد بأنه «لا العربية السعودية مشكلة لايران ولا ايران مشكلة للعربية السعودية... بل مشكلة جميعنا هي الارهاب» أن يستقطب الرأي الايجابي للمؤتمر نحوه، الا أن هذه المحاولات كانت دون جدوى لأن وزير الخارجية السعودي قد أكد مسبقا وعشية انعقاد المؤتمر أنخ لتطبيع العلاقات على النظام الايراني أن يخرج قواته من سوريا اولا وأن يعلن أنه لا يتدخل في شؤون دول المنطقة. 
ان رسائل هزيمة النظام في مؤتمر قمة الدول الاسلامية يمكن عدها كالتالي:
نظام ولاية الفقيه وبمشاركته في المؤتمر الاسلامي ذاق الأمرين، لأنه ليس لم يحصل على شيء فقط وانما تلقى صفعات مذلة وادانات دول المنطقة وأصبح الخناق على رقبته أشد مما مضى. 
وكان روحاني يظن أنه يمكن أن يلمع مرة أخرى وجه النظام من خلال مناورات بالاعتدال وأن يخدع دول المنطقة. الا أن الادانات الشديدة أثبتت أن عهد التبجحات والعنتريات مثل «حوار الحضارات» أو «الاعتدال والتدبير» قد ولى ولا يعود يمكن بالتلاعب بالألفاظ الركوب على موجة سياسة المساومة وتحقيق مآرب النظام.  
وأراد روحاني من خلال ما صرح به في مطار مهرآباد عشية رحلته الى اسطنبول، أن يفصل عند دول المنطقة حساب زمرته من حساب زمرة خامنئي، انه قال «الحكومة الحادية عشرة (حكومة روحاني) شعارها هو عالم عار عن العنف ومكافحة التطرف». ولكن خلال المؤتمر اتضح أن هذه الورقة لاتعود لها فائدة وأن دول المنطقة أدركت أن زمر النظام كلها من طينة واحدة. 
وبقي السؤال النهائي وهو ماذا ستكون تداعيات هذه الهزيمة النكراء التي مني بها النظام في مؤتمر اسطنبول؟ 
الجواب هو أنه ولو أن خامنئي حاول من خلال الصمت والامتناع عن ابداء معارضة علنية أن لا يكتب على حسابه هذا الفشل والادانة الا أن هذا الصمت لا يدل على تأييد أو دعم روحاني. لا شك أن هذه الضربة الموجعة ستترك وقعها أكثر مما مضى على موقع النظام اقليميا ودوليا ويجعله في موقع أدنى في موازنة القوى كما انه سيفاقم الأزمة الداخلية والصراع على السلطة أكثر من ذي قبل. الأمر الذي يمكن مشاهدة علائمها من الآن في الصحف ووسائل الاعلام التابعة للزمرتين. 
فمن جهة ترى صحيفة «آرمان» في افتتاحيتها يوم 16 ابريل سبب هذه الهزيمة المذلة في أداء عشوائي لحفنة من المغامرين في تسلق جدار السفارة السعودية وتؤكد «هكذا أداء لم يؤد الى صالحنا وانما لصالح العربية السعودية». من جهة أخرى خصصت صحيفة «جوان» الناطقة باسم قوات التعبئة (البسيج) اللاشعبية في افتتاحيتها يوم 16 ابريل لدراسة «الطريق المسدود» و«سياسة التعامل» التي ينتهجها روحاني واستنتجت بلهجة لاذعة : «قطعا يمكن القول ان تشويه عزة الوفد الايراني في اسطنبول كان جزءا من سيناريو الرياض. ان مفتاح انتهاج التعامل كان هذه المرة أيضا انفراجا للسعوديين». 

No comments:

Post a Comment